وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بالوحي ﴾
أي أخوّفكم وأحذّركم بالقرآن.
﴿ وَلاَ يَسْمَعُ الصم الدعآء ﴾ أي من أصم الله قلبه، وختم على سمعه، وجعل على بصره غشاوة، عن فهم الآيات وسماع الحق.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن السَّمَيقع "وَلاَ يُسْمَعُ" بياء مضمومة وفتح الميم على ما لم يسم فاعله "الصُّمُّ" رفعاً أي إن الله لا يُسمعهم.
وقرأ ابن عامر والسلمي أيضاً، وأبو حيوة ويحيى بن الحرث "وَلاَ تُسْمِعُ" بتاء مضمومة وكسر الميم "الصُّمَّ" نصباً ؛ أي إنك يا محمد "لاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ" ؛ فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ورد هذه القراءة بعض أهل اللغة.
وقال : وكان يجب أن يقول : إذا ما تنذرهم.
قال النحاس : وذلك جائز ؛ لأنه قد عرف المعنى.
قوله تعالى :﴿ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ ﴾ قال ابن عباس : طرف.
قال قتادة : عقوبة.
ابن كيسان : قليل وأدنى شيء ؛ مأخوذة من نفح المسك.
قال :
وعَمْرةُ من سَرَواتِ النِّساء...
تَنفَّحُ بالمسكِ أَرْدَانُها
ابن جريج : نصيب ؛ كما يقال : نفح فلان لفلان من عطائه، إذا أعطاه نصيباً من المال.
قال الشاعر :
لَمّا أَتيتك أرجو فَضْلَ نَائِلِكُمْ...
نَفحْتنِي نَفْحةً طابتْ لها العَرَبُ
أي طابت لها النفس.
والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة ؛ فالمعنى ولئن مسهم أقل شيء من العذاب.
﴿ لَيَقُولُنَّ ياويلنآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ أي متعدين فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف.
قوله تعالى :﴿ وَنَضَعُ الموازين القسط لِيَوْمِ القيامة فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ﴾
الموازين جمع ميزان.
فقيل : إنه يدل بظاهره على أن لكل مكلَّف ميزاناً توزن به أعماله، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في كفة.
وقيل : يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله ؛ كما قال :