وقرأ مجاهد وعكرمة "آتَيْنَا" بالمد على معنى جازينا بها.
يقال : آتى يؤاتي مؤاتاة.
﴿ وكفى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ أي مجازين على ما قدموه من خير وشر.
وقيل :"حاسِبِين" أي لا أحد أسرع حساباً منا.
والحساب العدّ.
روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها :" أن رجلاً قعد بين يدي النبي ﷺ فقال : يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ قال :"يُحسَب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كَفَافاً لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك وإن كان عقابك إيّاهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل" قال : فتنحّى الرجل فجعل يبكي ويهتف.
فقال رسول الله ﷺ :"أما تقرأ كتاب الله تعالى ﴿ وَنَضَعُ الموازين القسط لِيَوْمِ القيامة فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ﴾ " فقال الرجل : والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم، أشهدك أنهم أحرار كلهم " قال حديث غريب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon