وأنشد النقاش : والنخل ينبت بين الماء والعجل. وهذا أيضاً ضعيف ومعناه مباين لمعنى الآية، وقالت فرقة معنى قوله ﴿ خلق الإنسان من عجل ﴾ أي بقوله كن فهو حال عجله وهذا أيضاً ضعيف وفيه تخصيص ابن آدم بشيء كل مخلوق يشاركه فيه، وليس في هذه الأقوال ما يصح معناه ويلتئم مع الآية إلا القول الأول، وقرأت فرقة " خُلق " على بناء الفعل للمفعول، وقرأت فرقة " خَلَق الإنسانَ " على معنى خلق الله الإنسان، فمعنى الآية بجملتها خلق الإنسان من عجل على معنى التعجب، من تعجل هؤلاء المقصودين بالرد، ثم توعدهم بقوله ﴿ سأوريكم آياتي ﴾ أي سآتي ما يسوءكم إذا دمتم على كفركم، يريد يوم بدر وغيره، ثم فسر استعجالهم بقولهم ﴿ متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ﴾ وكأن استفهامهم على جهة الهزء والتكذيب، وقوله ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ يريدون محمداً ﷺ ومن آمن به لأن المؤمنين كانوا يتوعدونهم على لسان الشرع وموضع ﴿ متى ﴾ رفع عند البصريين وقال بعض الكوفيين موضعه نصب على الظرف والعامل فعل مقدر تقديره يكون أو يجيء والأول أصوب.
﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ﴾


الصفحة التالية
Icon