أما قوله :﴿قَالُواْ وَجَدْنَا ءَابَاءنَا لَهَا عابدين﴾ فاعلم أن القوم لم يجدوا في جوابه إلا طريقة التقليد الذي يوجب مزيد النكير لأنهم إذا كانوا على خطأ من أمرهم لم يعصمهم من هذا الخطأ أن آباءهم أيضاً سلكوا هذا الطريق فلا جرم أجابهم إبراهيم عليه السلام بقوله :﴿لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمْ فِى ضلال مُّبِينٍ﴾ فبين أن الباطل لا يصير حقاً بسبب كثرة المتمسكين به، فلما حقق عليه السلام ذلك عليهم ولم يجدوا من كلامه مخلصاً ورأوه ثابتاً على الإنكار قوى القلب فيه وكانوا يستبعدون أن يجري مثل هذا الإنكار عليهم مع كثرتهم وطول العهد بمذهبهم، فعند ذلك قالوا له :﴿أَجِئْتَنَا بالحق أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعبين﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٢ صـ ١٥٥ ـ ١٥٧﴾