وقال أبو حيان :
ولما ذكر تعالى ما أنعم على إبراهيم ما أنعم به على من هاجر معه فارًّا بدينه وهو لوط ابن أخيه وانتصب ﴿ ولوطاً ﴾ على الاشتغال والحكم الذي أوتيه النبوة.
وقيل : حسن الفصل بين الخصوم في القضاء.
وقيل : حفظ صحف إبراهيم، ولما ذكر الحكم ذكر ما يكون به وهو العلم و﴿ القرية ﴾ سدوم وكانت قراهم سبعاً وعبر عنها بالواحدة لاتفاق أهلها على الفاحشة، وكانت من كورة فلسطين إلى حد السراة إلى حد نجد بالحجاز، قلب منها تعالى ستاً وأبقى منها زغر لأنها كانت محل لوط وأهله ومن آمن به أي ﴿ ونجيناه من ﴾ أهل ﴿ القرية ﴾ أي خلصناه منهم أو من العذاب الذي حل بهم، ونسب عمل ﴿ الخبائث ﴾ إلى القرية مجازاً وهو لأهلها وانتصب ﴿ الخبائث ﴾ على معنى ﴿ تعمل ﴾ الأعمال أو الفعلات الخبيثة وهي ما ذكره تعالى في غير هذه السورة مضافاً إلى كفرهم بالله وتكذيبهم نبيه، وقوله ﴿ إنهم ﴾ يدل على أن التقدير من أهل القرية ﴿ وأدخلناه في رحمتنا ﴾ أي في أهل رحمتنا أو في الجنة، سماها رحمة إذ كانت أثر الرحمة. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon