وقال الشيخ الشنقيطى :
﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾
قوله :﴿ وَنُوحاً ﴾ منصوب ب " اذكر " مقدراً، أي واذكر نوحاً حين نادى من قبل، أي من قبل إبارهيم ومن ذكر معه. ونداء نوح هذا المذكور هنا هو المذكور في قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ المجيبون وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكرب العظيم وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقين ﴾ [ الصافات : ٧٥-٧٧ ] وقد أوضح الله هذا النداء بقوله :﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يلدوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً ﴾ [ نوح : ٢٦-٢٧ ]، وقوله تعالى :﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وازدجر فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فانتصر فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السمآء بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴾ [ القمر : ٩-١١ ] الآية. والمراد بالكرب العظيم في الآية : الغرق بالطوفان الذي تتلاطم أمواجه كأنها الجبال العظام، كما قال تعالى :﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كالجبال ﴾ [ هود : ٤٢ ]، وقال تعالى :﴿ فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السفينة ﴾ [ العنكبوت : ١٥ ] الآية، إلى غير ذلك من الآيات. والكرب : هو أقصى الغم، والأخذ بالنفس.