وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾
"لوطاً" منصوب بفعل مضمر دل عليه الثاني ؛ أي وآتينا لوطاً آتيناه.
وقيل : أي واذكر لوطاً.
والحكم النبوّة، والعلم المعرفة بأمر الدين وما يقع به الحكم بين الخصوم.
وقيل :"عِلْماً" فهما ؛ والمعنى واحد.
﴿ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ القرية التي كَانَت تَّعْمَلُ الخبائث ﴾ يريد سَدُوم.
ابن عباس : كانت سبع قرى، قلب جبريل عليه السلام ست وأبقى واحدة للوط وعياله، وهي زغَر التي فيها الثمر من كُورة فلسطين إلى حد الشراة ؛ ولها قرى كثيرة إلى حد بحر الحجاز.
وفي الخبائث التي كانوا يعملونها قولان : أحدهما : اللواط على ما تقدّم.
والثاني : الضراط ؛ أي كانوا يتضارطون في ناديهم ومجالسهم.
وقيل : الضراط وخذف الحصى وسيأتي.
﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾ أي خارجين عن طاعة الله، والفسوق الخروج وقد تقدّم.
﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ ﴾ في النبوّة.
وقيل : في الإسلام.
وقيل : الجنة.
وقيل : عنى بالرحمة إنجاءه من قومه ﴿ إِنَّهُ مِنَ الصالحين ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ﴾