وروي أن يونس سجد في جوف الحوت حين سمع تسبيح الحيتان في قعر البحر، و﴿ أن ﴾ في ﴿ أن لا إله إلا أنت ﴾ تفسيرية لأنه سبق ﴿ فنادى ﴾ وهو في معنى القول، ويجوز أن يكون التقدير بأنه فتكون مخففة من الثقيلة حصر الألوهية فيه تعالى ثم نزهه عن سمات النقص ثم أقر بما بعد ذلك.
وعن النبيّ ( ﷺ ) :" ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلاّ استجيب له " و﴿ الغم ﴾ ما كان ناله حين التقمه الحوت ومدة بقائه في بطنه.
وقرأ الجمهور :﴿ ننجي ﴾ مضارع أنجى، والجحدري مشدداً مضارع نجّى.
وقرأ ابن عامر وأبو بكر نجى بنون مضمومة وجيم مشددة وياء ساكنة، وكذلك هي في مصحف الإمام ومصاحف الأمصار بنون واحدة، واختارها أبو عبيد لموافقة المصاحف فقال الزجّاج والفارسي هي لحن.
وقيل : هي مضارع أدغمت النون في الجيم ورد بأنه لا يجوز إدغام النون في الجيم التي هي فاء الفعل لاجتماع المثلين كما حذفت في قراءة من قرأ ونزل الملائكة يريد وننزل الملائكة، وعلى هذا أخرجها أبو الفتح.
وقيل : هي فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله وسكنت الياء كما سكنها من قرأ وذر وإما بقي من الربا والمقام مقام الفاعل ضمير المصدر أي نجى، هو أي النجاء المؤمنين كقراءة أبي جعفر ﴿ ليجزي قوماً ﴾ أي وليجزي هو أي الجزاء، وقد أجاز إقامة غير المفعول من مصدر أو ظرف مكان أو ظرف زمان أو مجرور الأخفش والكوفيون وأبو عبيد، وذلك مع وجود المفعول به وجاء السماع في إقامة المجرور مع وجود المفعول به نحو قوله :
أتيح لي من العدا نذيراً...
به وقيت الشر مستطيرا
وقال الأخفش : في المسائل ضرب الضرب الشديد زيداً، وضرب اليومان زيداً، وضرب مكانك زيداً وأعطى إعطاء حسن أخاك درهماً مضروباً عبده زيداً.