ويعقوب ﴿ والله يُقَدّرُ ﴾ بضم الياء وفتح الدال مخففاً، وعيسى.
والحسن بالياء مفتوحة وكسر الدال.
﴿ فنادى ﴾ الفاء فصيحة أي فكان ما كان من المساهمة والتقام الحوت فنادى ﴿ فِى الظلمات ﴾ أي في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت جعلت الظلمة لشدتها كأنها ظلمات، وأنشد السيرافي
: وليل تقول الناس في ظلماته...
سواء صحيحات العيون وعورها
أو الجمع على ظاهره والمراد ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، وقيل : ابتلع حوته حوت أكبر منه فحصل في ظلمتي بطني الحوتين وظلمتي البحر والليل ﴿ أَن لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ ﴾ أي بأنه لا إله إلا أنت على أن أن مخففة من الثقيلة والجار مقدر وضمير الشأن محذوف أو أي لا إله إلا أنت على أنها مفسرة ﴿ سبحانك ﴾ أي أنزهك تنزيهاً لائقاً بك من أن يعجزك شيء أو أن يكون ابتلائي بهذا من غير سبب من جهتي ﴿ إِنّى كُنتُ مِنَ الظالمين ﴾ لأنفسهم بتعريضهم للهلكة حيث بادرت إلى المهاجرة من غير أمر على خلاف معتاد الأنبياء عليهم السلام، وهذا اعتراف منه عليه السلام بذنبه وإظهار لتوبته ليفرج عنه كربته.
﴿ فاستجبنا لَهُ ﴾ أي دعاءه الذي دعاه في ضمن الاعتراف وإظهار التوبة على ألطف وجه وأحسنه.
أخرج أحمد.
والترمذي.
والنسائي.
والحكيم في "نوادر الأصول".
والحاكم وصححه.
وابن جرير.
والبيهقي في الشعب.
وجماعة عن سعد بن أبي وقاص عن النبي ﷺ قال :" دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أن ذلك اسم الله تعالى الأعظم، وأخرج ذلك الحاكم عن سعد مرفوعاً، وقد شاهدت أثر الدعاء به ولله تعالى الحمد حين أمرني بذلك من أظن ولايته من الغرباء المجاورين في حضرة الباز الأشهب وكان قد أصابني من البلاء ما الله تعالى أعلم به وفي شرحه طول وأنت ملول.