وقال أبو حيان :
﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) ﴾
الحدب : المسنم من الأرض كالجبل والكدية والقبر ونحوه.
النسلان : مقاربة الخطو مع الإسراع قال الشاعر :
عسلان الذئب أمسى قارباً...
برد الليل عليه فنسل
الحصب : الحطب بلغة الحبشة إذا رمى به في النار قبل وقبل أن يرمي به لا يسمى حصباً.
وقيل : الحصب ما توقد به النار.
﴿ إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ﴾.
والظاهر أن قوله ﴿ أمتكم ﴾ خطاب لمعاصري الرسول ( ﷺ ) و﴿ هذه ﴾ إشارة إلى ملة الإسلام، أي إن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنها ملة واحدة غير مختلفة، ويحتمل أن تكون ﴿ هذه ﴾ إشارة إلى الطريقة التي كان عليها الأنبياء المذكورون من توحيد الله تعالى هي طريقتكم وملتكم طريقة واحدة لا اختلاف فيها في أصول العقائد، بل ما جاء به الأنبياء من ذلك هو ما جاء به محمد ( ﷺ ).
وقيل : معنى ﴿ أمة واحدة ﴾ مخلوقة له تعالى مملوكة له، فالمراد بالأمة الناس كلهم.
وقيل : الكلام يحتمل أن يكون متصلاً بقصة مريم وابنها أي ﴿ وجعلناها وابنها آية للعالمين ﴾ بأن بعث لهم بملة وكتاب، وقيل لهم ﴿ إن هذه أمتكم ﴾ أي دعا الجميع إلى الإيمان بالله وعبادته.


الصفحة التالية
Icon