قرأت فرقة " نطوي " بنون العظمة، وقرأت فرقة " يَطوي السماء " بياء مفتوحة على معنى يطوي الله تعالى، وقرأ فرقة " تُطوى السماءُ " بتاء مضمومة ورفع " السماءُ " على ما لم يسم فاعله، واختلف الناس في ﴿ السجل ﴾ فقالت فرقة هو ملك يطوي الصحف، وقالت فرقة ﴿ السجل ﴾ رجل كان يكتب للنبي ﷺ، ع وهذا كله وما شاكله ضعيف، وقالت فرقة ﴿ السجل ﴾ الصحيفة التي يكتب فيها، والمعنى ﴿ كطي السجل ﴾ أي كما يطوي السجل من أجل الكتاب الذي فيه، فالمصدر مضاف إلى المفعول ويحتمل أن يكون المصدر مضافاً إلى الفاعل، أي كما يطوي السجل الكتاب الذي فيه، فكأنه قال ﴿ يوم نطوي السماء ﴾ كالهيئة التي فيها طي السجل للكتاب، ففي التشبيه تجوز، وقرأ الحسن بن أبي الحسن " السّجْل " بشد السين وسكون الجيم وتخفيف اللام وفتح أبو السمال السين فقرأ " السَّجل " وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير " السُّجُل " بضم السين وشدها وضم الجيم، وقرأ الجمهور " للكتاب "، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم " للكتب " وقوله تعالى :﴿ كما بدأنا أول خلق نعيده ﴾ يحتمل معنيين : أحدهما أن يكون خبراً عن البعث أي كما اخترعنا الخلق أولاً على غير مثال ذلك كذلك ننشئهم تارة أخرى فنبعثهم من القبور، والثاني أن يكون خبراً عن أن كل شخص يبعث يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا، ويؤيد هذا التأويل أن رسول الله ﷺ، قال :" يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده " وقوله تعالى :﴿ كما بدأنا ﴾ الكاف متعلقة بقوله ﴿ نعيده ﴾، وقوله ﴿ إنا كنا فاعلين ﴾ تأكيد للأمر بمعنى أن الأمر واجب في ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾