وقال ابن جريج وسعيد بن جبير والضحاك : هو إذا أطبقت النار على أهلها، وذبح الموت بين الجنة والنار.
وقال ذو النون المصري : هو القطيعة والفراق.
وعن النبي ﷺ :" ثلاثة يوم القيامة في كثيب من المسك الأذفر ولا يحزنهم الفزع الأكبر رجل أمَّ قوماً محتسباً وهم له راضون ورجل أذَّن لقوم محتسباً ورجل ابتلي برق في الدنيا فلم يشغله عن طاعة ربه " وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : مررت برجل يضرب غلاماً له، فأشار إليّ الغلام، فكلمت مولاه حتى عفا عنه ؛ فلقيت أبا سعيد الخدري فأخبرته، فقال : يا ابن أخي! "من أغاث مكروباً أعتقه الله من النار يوم الفزع الأكبر" سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَتَتَلَقَّاهُمُ الملائكة ﴾ أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنئونهم ويقولون لهم :﴿ هذا يَوْمُكُمُ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾.
وقيل : تستقبلهم ملائكة الرحمة عند خروجهم من القبور.
عن ابن عباس :﴿ هذا يَوْمُكُمُ ﴾ أي ويقولون لهم ؛ فحذف.
﴿ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ فيه الكرامة.
قوله تعالى :﴿ يَوْمَ نَطْوِي السمآء ﴾
قرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة بن نِصَاح والأعرج والزُّهري "تُطْوَىَ" بتاء مضمومة "السَّمَاءُ" رفعاً على ما لم يسم فاعله.
مجاهد "يَطوِي" على معنى يطوي الله السماء.
الباقون "نَطْوِي" بنون العظمة.
وانتصاب "يوم" على البدل من الهاء المحذوفة في الصلة ؛ التقدير : الذي كنتم توعدونه يوم نطوي السماء.
أو يكون منصوباً ب"نعيد" من قوله :﴿ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ﴾.
أو بقوله :"لا يحزنهم" أي لا يحزنهم الفزع الأكبر في اليوم الذي نطوي فيه السماء.
أو على إضمار واذكر، وأراد بالسماء الجنس ؛ دليله :﴿ والسماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [ الزمر : ٦٧ ].
﴿ كَطَىِّ السجل للكِتَاب ﴾ قال ابن عباس ومجاهد : أي كطي الصحيفة على ما فيها ؛ فاللام بمعنى "على".