وقيل : هو مخصوص من الصحف بصحيفة العهد، والمعنى طياً مثل طي السجل، وطي مصدر مضاف إلى المفعول، أي ليكتب فيه أو لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة، والأصل ﴿ كطيّ ﴾ الطاوي ﴿ السجل ﴾ فحذف الفاعل وحذفه يجوز مع المصدر المنحل لحرف مصدري، والفعل، وقدره الزمخشري مبنياً للمفعول أي كما يُطْوَى السجل.
وقال ابن عباس وجماعة ﴿ السجل ﴾ ملك يطوى كتب بني آدم إذا رفعت إليه.
وقالت فرقة : هو كاتب كان لرسول الله ( ﷺ )، وعلى هذين القولين يكون المصدر مضافاً للفاعل.
وقال أبو الفضل الرازي : الأصح أنه فارسي معرب انتهى.
وقيل : أصله من المساجلة وهي من ﴿ السجل ﴾ وهو الدلو ملأى ماء.
وقال الزجاج : هو رجل بلسان الحبش.
وقرأ الجمهور : للكتاب مفرداً وحمزة والكسائي وحفص ﴿ للكتب ﴾ جمعاً وسكن التاء الأعمش.
وقال الزمخشري :﴿ أول خلق ﴾ مفعول نعيد الذي يفسره ﴿ نعيده ﴾ والكاف مكفوفة بما، والمعنى نعيد أول الخلق كما بدأناه تشبيهاً للإعادة بالإبداء في تناول القدرة لهما على السواء فإن قلت : وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه قلت : أو له إيجاده من العدم، فكما أوجده أولاً عن عدم يعيده ثانياً عن عدم.
فإن قلت : ما بال خلق منكراً؟ قلت : هو كقولك : هو أول رجل جاءني تريد أول الرجال، ولكنك وحدته ونكرته إرادة تفصيلهم رجلاً رجلاً فكذلك معنى ﴿ أول خلق ﴾ أول الخلائق لأن الخلق مصدر لا يجمع ووجه آخر، وهو أن ينتصب الكاف بفعل مضمر يفسره نعيده وما موصولة، أي نعيد مثل الذي بدأناه ﴿ نعيده ﴾ و﴿ أول خلق ﴾ ظرف لبدأناه أي أول ما خلق أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى انتهى.
والظاهر أن الكاف ليست مكفوفة كما ذكر بل هي جارة وما بعدها مصدرية ينسبك منها مع الفعل مصدر هو في موضع جر بالكاف.