وقد تقدَّم أنَّ نافعاً يقرأ " يُحْزِنُ " بضم الياء إلاَّ هنا، وأن شيخَه ابن َ القَعْقاع يَقْرأ " يَحْزُن " بالفتح إلاَّ هنا.
وقرأ العامَّة " نَطْوي " بنون العظمة وشيبة بن نصاح في آخرين " يطوي " بياء الغَيْبة، والفاعلُ هو الله تعالى، وقرأ أبو جعفر في آخرين " تطوى " بضمِّ التاءِ مِنْ فوقُ وفتحِ الواوِ مبنياً للمفعول.
وقرأ العامَّةُ " السِّجِلِّ " بكسر السينِ والجيمِ وتشديدِ اللامِ كالطِّمِرِّ. وقرأ أبو هريرة وصاحبُه أبو زرعةَ بن عمرو بن جرير بضمِّهما، واللامُ مشددةٌ أيضاً بزنةِ " عُتُلّ ". ونقل أبو البقاء تخفيفَها في هذه القراءةِ أيضاً، فتكونَ بزنةِ عُنُق، وأبو السَّمَّال وطلحة والأعمش بفتح السين. والحسن وعيسى بن عمر [ بكسرِها ]. والجيمُ في هاتين القراءتين ساكنةٌ واللامُ مخففةٌ، قال أبو عمرو :" قراءةُ أهلِ مكةً مثل قراءةِ الحسن ".
والسِّجِلُّ : الصحيفةُ مطلقاً. وقيل : بل هو مخصوصٌ بصحيفةِ العهد، وهي من المساجلةِ، والسَجْل : الدَلْوُ الملأى. وقال بعضهم : هو فارسيٌّ معرَّب فلا اشتقاقَ له.
و" طَيّ " مصدرٌ مضافٌ للمفعولِ. والفاعلُ محذوفٌ تقديرُه : كما يطوي الرجلُ الصحيفةَ ليكتبَ فيها، أَو لما يكتُبه فيها من المعاني، والفاعلُ يُحْذف مع المصدرِ باطِّراد. والكلامُ في الكاف معروفٌ أعني كونَها نعتاً لمصدرٍ مقدرٍ أو حالاً مِنْ ضميرِه. وأصلُ طيّ : طَوْيٌ فأُعِلَّ كنظائره.


الصفحة التالية
Icon