تحتمل ﴿ حتى ﴾ في هذه الآية أن تكون متعلقة بقوله ﴿ وتقطعوا ﴾ [ الأنبياء : ٩٣ ] وتحتمل على بعض التأويلات المتقدمة أن تعلق ب ﴿ يرجعون ﴾ [ الأنبياء : ٩٥ ] وتحتمل أن تكون حرف ابتداء وهو الأظهر بسبب ﴿ إذا ﴾ لأنها تقتضي جواباً وهو المقصود ذكره، واختلف هنا الجواب، فقالت فرقة الجواب قوله ﴿ اقترب الوعد ﴾ والواو زائدة، وقالت فرقة منها الزجاج وغيره الجواب في قوله ﴿ يا ويلنا ﴾ التقدير قالوا ﴿ يا ويلنا ﴾ وليست الواو بزائدة، والذي أقول إن الجواب في قوله ﴿ فإذا هي شاخصة ﴾ وهذا هو المعنى الذي قصد ذكره لأَنه رجوعهم الذي كانوا يكذبون به وحرم عليهم امتناعه، وقرأ الجمهور " فَتحت " بتخفيف التاء، وقرأ ابن عامر وحده " فتّحت " بتثقيلها، وروي أن ﴿ يأجوج ومأجوج ﴾ يشرفون في كل يوم على الفتح فيقولون غداً نفتح ولا يردون المشيئة إلى الله تعالى فإذا كان غداً وجدوا الردم كأوله حتى إذا أذن الله تعالى في فتحه قال قائلهم غداً نفتحه إن شاء الله فيجدونه كما تركوه قريب الانفتاح فيفتحونه حينئذ، وقرأ عاصم وحده " يأجوج ومأجوج " بالهمز، وقرأ الجمهور بالتسهيل، وقد تقدم في سورة الكهف توجيه ذلك وكثير من حال ﴿ يأجوج وماجوج ﴾ فغنينا ها هنا من إعادة ذلك. و" الحدب " كل متسنم من الأرض كالجبل والظرب والكدية والقبر ونحوه. وقالت فرقة المراد بقوله، ﴿ وهم ﴾ ﴿ يأجوج ومأجوج ﴾ لأنهم يطلعون من كل ثنية ومرتفع ويعمون الأرض وذلك أنهم من الكثرة بحيث قال رسول الله ﷺ، " يقول الله تعالى يوم القيامة لآدم أخرج بعث النار من ذريتك فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين " قال ففزع الناس فقال رسول الله ﷺ، " إن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألف رجل " ويروى أن الرجل منهم لا يموت حتى يولد له ألف بين رجل وامرأة وقالت فرقة المراد بقوله ﴿ وهم ﴾ جميع العالم وإنما هو تعريف بالبعث من القبور وقرأ ابن مسعود " من