والمعنى يقال له هذا العذاب بما قدمت يداك وبأن الله ليس بظلام للعبيد ١٩ - ثم قال جل وعز ومن الناس من يعبد الله على حرف ايه ١١ روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال على شك قال أبو جعفر وحقيقته في اللغة على حرف طريقة الدين أي ليس داخلا فيه بكليته وبين هذا بقوله جل وعز فإن أصابه خير اطمأن به قال استقر وإن أصابته فتنة قال عذاب أو مصيبة انقلب على وجهه قال ارتد كافرا ٢٠ - ثم قال جل وعز خسر الدنيا والاخرة ايه ١١ وقرأ مجاهد وحميد خاسر الدنيا والاخرة
٢١ - وقوله جل وعز يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ايه ١٢ ثم قال بعد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى
فيقال كيف يكون له ضر وقد قال ما لا يضره فالجواب أن المعنى يدعو لمن ضر عبادته فإن قيل كيف قال أقرب من نفعه ولا نفع له فالجواب أن العرب تقول لما لا يكون البتة هذا بعيد مثل قوله تعالى ذلك رجع بعيد وفي الاية أجوبة من أجل اللام فأكثر النحويين يذهب إلى أنها في غير موضعها وأن المعنى يدعو من لضرة أقرب من نفعه وقال أبو العباس في الكلام حذف أي يدعو لمن ضره أقرب من نفعه إلها
وقيل يدعو ههنا بمعنى يقول كما قال عنترة * يدعون عنتر والرماح كأنها * أشطان بئر في لبان الأدهم * وقال أبو إسحق يجوز أن يكون يدعو في موضع الحال وفيه هاء محذوفة ويكون خبر من لبئس المولى ولبئس العشير
قال الفراء يجوز أن يكون يدعو خبر من ويكون لبئس المولى ولبئس العشير مكررة على ما قبلها ولأبي إسحق قول اخر وزعم أن النحويين أجازوه قال يكون ذلك بمعنى الذي أي الذي هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره كما قال تعالى وما تلك بيمينك موسى


الصفحة التالية
Icon