يقال خطفه يخطفه واختطفه لأن يختطفه إذا أخذه بسرعة ٥٠ - ثم قال جل وعز أو تهوي به الريح في مكان سحيق قال مجاهد أي بعيد ٥١ - وقوله جل وعز ذلك من يعظم شعائر الله قال مجاهد عن ابن عباس هو تسمين البدن وتعظيمها وتحسينها وقال غيره شعائر الله رمي الجمار وما أشبه ذلك من مناسك الحج قال أبو جعفر وهذا لا يمتنع وهو مذهب مالك بن أنس أن المنفعة بعرفة إلى أن يطلع الفجر من يوم النحر وفي المشعر الحرام إلى أن تطلع الشمس وفي رمي الجمار إلى انقضاء أيام منى وهذه كلها شعائر والمنفعة فيها إلى وقت معلوم ثم محلها كلها إلى البيت العتيق فإذا طاف الحاج بعد هذه المشاعر بالبيت العتيق فقد حل
وواحد الشعائر شعيرة لأنها أشعرت أي جعلت فيها علامة تدل على أنها هدي
ثم قال تعالى فإنها من تقوى القلوب أي فإن الفعلة ٥٢ - وقوله جل وعز لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال أبو جعفر في هذا قولان غير قول مالك أحدهما أن عروة قال في البدن المقلدة يركبها ويشرب من ألبانها والثاني قال مجاهد هي البدن من قبل أن تقلد ينتفع بركوبها وأوبارها وألبانها وإذا صارت هديا لم يكن له أن يركبها إلا من ضرورة قال أبو جعفر وقول مجاهد عند قوم أولى لأن الأجل
المسمى عنده أن تجعل هديا وتقلد والأجل المسمى ليس موجودا في قول عروة وقد احتج من قال بقول عروة بقول النبي ﷺ اركبها ويلك واحتج عليه بأنه لم يقل له وهل يحرم ركوب البدن ولعل ذلك من ضرورة ويبين هذا حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي ﷺ اركبوا الهدي بالمعروف حتى تجدوا ظهرا ٥٣ - وقوله جل وعز ولكل أمة جعلنا منسكا روى سفيان عن أبيه عن عكرمة قال مذبحا وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول عيدا
قال أبو إسحاق المنسك موضع الذبح والمنسك المصدر


الصفحة التالية
Icon