٥٤ - ثم قال تعالى وبشر المحبتين روى سفيان عن ابن أبى نجيح عن مجاهد قال المخبتون المطمئنون بأمر الله جل وعز وقال عمرو بن أوس المخبتون الذين لا يظلمون وإذا ظلموا وقد لم ينتصروا قال أبو جعفر وأصل هذا من الخبت وهو ما اطمأن من الأرض ٥٥ - وقوله جل وعز والبدن جعلناها لكم من شعائر الله
وقرأ ابن أبي إسحق والبدن والمعنى واحد قال مجاهد قيل لها بدن للبدانة قال أبو جعفر البدانة السمن يقال بدن إذا سمن وبدن إذا أسن فقيل لها بدن لأنه تسمن ٥٦ - وقوله جل وعز لكم فيا خير قال إبراهيم يركب إذا احتاج ويشرب من اللبن وقيل خير في الآخرة وذا أولى لأنه لو كان للدنيا كان ألا يجعلها بدنة خيرا له ٥٧ - وقوله جل وعز فاذكروا اسم الله عليها صواف وقرأ عبد الله بن مسعود صوافن
وقرأ الحسن وزيد بن أسلم والأعرج صوافي روى نافع عن ابن عمر فاذكروا اسم الله عليها صواف قال قياما مصفوفة وروى أبو ظبيان عن ابن عباس فاذكروا اسم الله عليها قال بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك قال وصوافن قائمة على ثلاث قال قتادة معقولة اليد اليمنى قال الحسن وزيد بن أسلم صوافي أي خالصة لله من الشرك قال أبو جعفر صواف جمع صافة وصافة مصفوفة ومصطفة علي بمعنى واحد وصوافن جمع صافنة يقال للقائم صافن ويستعمل لما قام على ثلاث
وصوافي جمع صاف وهو الخالص أي لا تذكروا عليها غير اسم الله جل وعز حتى تكون التسمية خالصة الله جل وعز ٥٨ - ثم قال جل وعز فإذا وجبت جنوبها قال مجاهد أي خرت إلى الأرض ٥٩ - ثم قال جل وعز فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا وهو الصحيح في اللغة أن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن قالوا
القانع الذي يسأل والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل وقال مالك بن أنس أحسن ما سمعت أن القانع هو الفقير وأن المعتر هو الزائر


الصفحة التالية
Icon