فأما إذا طوله ورفعه فإنما يقال فيه شيده وأشاده ومنه أشاد فلان بذكر فلان ٧٠ - وقوله جل وعز فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وفي قراءة عبد الله فإنه لا تعمى والمعنى واحد قال أبو جعفر التذكير على الخبر والتأنيث على القصة قال قتادة البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة والبصر النافع في القلب ٧١ - ثم قال جل وعز ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون
روي إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يوم من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض كألف سنة مما تعدون وروى شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يوم من أيام الآخرة كألف سنة مما تعدون قال ويوم كان مقداره خمسين ألف سنة يوم القيامة
قال أبو جعفر والقول الثاني حسن جدا لأنه عليه يتصل بالكلام الأول لأنهم استعجلوا بالعذاب فقال ولن يخلف الله وعده أي في عذابهم وإن يوما من أيام عذابهم في الآخرة كألف سنة مما تعدون في الدنيا
فصار المعنى إن الله لن يخلف وعده في عذابهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة أشد قال أبو جعفر وفي معناه قول آخر بين وهو أنهم استعجلوا بالعذاب فأعلمهم الله جل وعز أنه لا يفوته شئ وإن يوما عنده وألف سنة واحد إذ كان ذلك غير فائته ٧٢ - وقوله جل وعز والذين سعوا في آياتنا معاجزين آية ٥١ قال عبد الله بن الزبير إنما هي معجزين أي مثبطين عن الإيمان قال ابن عباس مععاجزين كما أي مشاقين قال الفراء معاندين وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى معاجزين قال كذبوا بآيات الله عزوجل وظنوا أنهم يعجزون الله ولن يعجزوه
قال أبو جعفر وهذا قول بين والمعنى عليه والذين سعوا في آياتنا ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم لا يقرون ببعث ولا بجنة ولا نار أولئك أصحاب الجحيم ٧٣ - وقوله جل عز وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي


الصفحة التالية
Icon