وحَسُن الياء والتاء وإن كان قبله إخبار عن الله تعالى في قوله :﴿وَإِذْ قُلْنَا﴾ لأنه قد عُلِم أن ذنوب الخاطئين لا يغفرها إلا الله تعالى ؛ فاستغنى عن النون وردّ الفعل إلى الخطايا المغفورة.
الثامنة : واختلف في أصل خطايا جمع خطيئة بالهمزة ؛ فقال الخليل : الأصل في خطايا أن يقول : خطاييء.
ثم قلب فقيل : خطائي بهمزة بعدها ياء، ثم تبدل من الياء ألفاً بدلاً لازماً فتقول : خطاءاً ؛ فلما اجتمعت ألفان بينهما همزة والهمزة من جنس الألف صرت كأنك جمعت بين ثلاث ألفات، فأبدلت من الهمزة ياء فقلت : خطايا.
وأما سيبويه فمذهبه أن الأصل مثل الأوّل خطايىء، ثم وجب بهذه أن تهمز الياء كما همزتها في مدائن فتقول : خطائىء، ولا تجتمع همزتان في كلمة ؛ فأبدلت من الثانية ياء فقلت : خطائي، ثم عملت كما عملت في الأول.
وقال الفرّاء : خطايا جمع خطية بلا همز ؛ كما تقول : هديّة وهدايا.
قال الفراء : ولو جمعت خطيئة مهموزة لقلت : خطاءا.
وقال الكسائي : لو جمعتها مهموزة أدغمت الهمزة في الهمزة ؛ كما قلت : دواب.
التاسعة : قوله تعالى :﴿وَسَنَزِيدُ المحسنين﴾ أي في إحسان من لم يعبد العجل.
ويقال : يغفر خطايا من رفع المنّ والسَّلْوَى للغد، وسنزيد في إحسان من لم يرفع للغد.
ويقال : يغفر خطايا من هو عاص، وسيزيد في إحسان من هو محسن ؛ أي نزيدهم إحساناً على الإحسان المتقدّم عندهم.
وهو اسم فاعل من أحسن.
والمحسن : من صحح عقد توحيده، وأحسن سياسة نفسه، وأقبل على أداء فرائضه، وكفى المسلمين شرّه.
وفي حديث جبريل عليه السلام :" ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال صدقت " وذكر الحديث. خرّجه مسلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١ صـ ٤٠٩ ـ ٤١٥﴾
ومن فوائد ابن عرفة فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿وَإِذْ قُلْنَا ادخلوا هذه القرية...﴾.
قال ابن عرفة : هذا إما خطاب لهم مباشرة أو بواسطة.


الصفحة التالية
Icon