واحتج ابن التلمساني على أن الواو لا تفيد ترتيبا بكون المقدم هنا مؤخرا في سورة الأعراف، فلو كانت الواو للترتيب للزم عليه : إما التنافي بين الآيتين، أو المجاز في أحدهما، وأجاب بأنه قصد تكليفهم ( ( بأن يقولوا : حطة ( حال كونهم ) قبل السجود وبعده، وأجاب أبو جعفر ( الزّبير ) بأنه قصد تكليفهم ) ) بالجمع بين السجود والقول في حالة واحدة لأن كلا الأمرين حصل له وصف ( الاهتمام ) بالتقديم.
قوله تعالى :﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ...﴾.
قال الفخر الرّازي : يحتج بها على المعتزلة في قولهم : إن قبول التوبة واجب عقلا لأجل ما اشتملت عليه من أوصاف الامتنان بتعداد ( النعم )، فغفران الخطايا نعمة وتفضل ( لا انّه ) واجب لأجل التوبة.
ورده ابن عرفة : بأنهم يقولون : إن الامتنان بهذه النعمة سبب لطريق التوبة والخطايا مرتفعة بالتوبة.
قوله تعالى :﴿وَسَنَزِيدُ المحسنين﴾
قال ابن عرفة : لما تضمّن الكلام السابق حصول المغفرة لهؤلاء وعدم المؤاخذة بالذنب فقط من غير زيادة على ذلك أفاد هذا أن المحسنين لهم مع ذلك ثواب جزيل وعبر عنهم بالاسم تهييجا على الاتصاف بذلك وإشارة إلى ( أنّ ) الزيادة إنما هي لمن بالغ في الإحسان وحصل منه الحظ ( الوافر ) ( لينَالَها ) من حصل مطلقة وأدناه.
فإن قلت : لم قال هنا :﴿وَإِذْ قُلْنَا ادخلوا هذه القرية فَكُلُواْ﴾، وفي الأعراف ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسكنوا هذه القرية وَكُلُواْ﴾ قلت : نقل ( لي ) عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد السلام أنه قَال : إن كانت القصة واحدة، وتلك مكررة بهذه، فعبر فيها بـ " قيل لهم " عن " قُلْنَا " التي في هذه، وأخبر بما بعد الدخول وهو السكنى ( لالتزامها ) إيّاه وان ( كانا ) قصتين فتلك بعد هذه.
وأجاب أبو جعفر ( الزبير ) بأنهم أمروا أولا بالوسيلة وهو الدخول، ثم أمروا ( بالمقصد ) وهو السكنى.


الصفحة التالية
Icon