قال الشيخ أبو جعفر : وعطف هنا بالفاء لأن الأكل من الموضع ( لا يكون ) إلا بعد الدخول عليه وعطف في الأعراف ( بالواو ) لأنّ السكنى قد تقارن الأكل، وقد يتأخر عنه، وقد يتقدم ( عليه )
قال ابن عبد السلام : أو هما قصتان أو يقال : لما فيهم التعقيب من الأول لم يحتج إلى إعادته في الثانية وقال هنا :﴿حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً﴾.
وأسقط في الأعراف ( رغدا ) لأن السكنى يفهم منها الملازمة والدوام وعطفها على الأمر بالأكل من حيث شاء، وأشعر بدوام الأكل من غير مانع ( فتحصل ) فيه معنى الرغد ( فأغنى ) عن ذكره هناك وقال هنا ﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾، وفي الأعراف على قراءة الجماعة غير أبي عمرو وابن عامر، ( نَغْفِرْ لَكُمْ ) خَطَايَاكُمْ، مجموعة جمع سلامة ولأن آية البقرة ( بنيت ) على كثرة تعداد النعم فناسبت جمع الكثرة وآية الأعراف لم يبالغ فيها بكثرة تعداد النعم فناسبت جمع القلة وهو جمع السلامة.
وقلت : ونقل/ لي عن القاضي ابن عبد السلام أجاب بأن آية البقرة صدرت بـ " إِذْ قُلْنَا " المكنى به عن الله تعالى فناسب جمع الكثرة ( ولما ذكر ) هنا ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ﴾ بحذف الفاعل فناسب جمع القلة، وقال هناك " وَسَنَزِيدُ " بالواو وفي الأعراف بغير واو لأن البقرة بولغ فيها بتعداد ما لم يبالغ في الأعراف، أي ولنجزي المُحْسِنِينَ على مَا تَقَدّم من تعداد النعم بالعفو وزيادة الإحسان. أ هـ ﴿تفسير ابن عرفة صـ ٢٩٣ ـ ٢٩٨﴾
ومن فوائد أبى حيان فى الآية
قال رحمه الله :
﴿وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية﴾.
القائل : هو الله تعالى، وهل ذلك على لسان موسى أو يوشع عليهما السلام، قولان : وانتصاب هذه على ظرف المكان، لأنه إشارة إلى ظرف المكان، كما تنتصب أسماء الإشارة على المصدر، وعلى ظرف الزمان إذا كنّ إشارة إليهما تقول : ضربت هذا الضرب، وصمت هذا اليوم.