قوله :" وَقُولُوا " قال [ ابن كثير ] الواو هنا حالية لا عاطفة، أي : ادخلوا سُجَّداً في حال قولكم حطّة.
وأما قوله :" حطّة " قرىء بالرّفع والنصب، فالرفع على أنه خبر متبدأ محذوف، أي : مسألتنا حطّة، أو أمرك حطة.
قال :" الزمخشري " : والأصل النصب بمعنى : حُطّ عنا ذنوبنا حطّة، وإنما رفعت لتعطي مَعْنَى الثبات كقوله :[ الرجز ]
يَشْكُو إِليَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى...
صَبْرٌ جَميلٌ فكِلانَا مُبْتَلى
والأصل : صبراً عَلَيَّ، أصْبِرْ صبراً، فجعله من باب ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُم﴾ [ الرعد : ٢٤ ] وتكن الجملة في محلّ نصب بالقول.
وقال " ابن عطية " وقيل : أمروا أن يقولوها مرفوعة على هذا اللفظ.
يعني : على الحكاية، فعلى هذا تكون هي وحَدْهَا من غير تقدير شيء في محلّ نصب بالقول وإنما منع [ النصب ] حركة الحكاية.
وقال أيضاً : وقال عكرمة : أُمِرُوا أن يقولوا : لا إله إلا الله، لِتحطَّ بها ذنوبهم وحَكَى قَوْلَيْن آخرين بمعناه، ثم قال :" فعلى هذه الأقوال تقتضي النَّصب "، يعني أنه إذا كان المَعْنَى على أنّ المأمور به لا يتعيّن أن يكون بهذا اللَّفظ الخاً، بل بأيّ شيء يقتضي حطّ الخطيئة، فكان ينبغي أن ينتصب ما بعد القول مفعولاً به نحك قيل لزيد خيراً، المعنى : قل له ما هو من جنس الْخُيُور.
وقال النَّحَاس : الرفع أولى، لما حكي عن العرب في معنى " بَدَّل ".
قال أحمد بن يحيى : بَدّلته أي غيرته، ولم أزل عينه، وأبْدَلْتُه أَزَلْتُ عينه وشَخْصَهُ ؛ كقوله :[ الرجز ]
عَزْلَ الأَمِيْرِ لِلأَمِير المُبْدَلِ...
وقال تعالى :﴿ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذآ أَوْ بَدِّلْهُ﴾ [ يونس : ١٥ ].
وبحديث ابن مسعود قالوا : حطّةٌ تغير على الرَّفع يعني : أن الله تعالى قال : فبدَّل الذي يقتضي التَّغيير لا زَوَالَ العين، قال : وهذا المعنى يقتضي الرَّفع لا النصب.
وقرأ ابن أبي عبلة : حطَّةً بالنصب وفيها وجهان :