أحدهما : أنها مصدر نائب عن الفعل، نحو : ضرباً زيداً.
والثاني : أن تكون منصوبة بالقول، أي : قولوا هذا اللَّفظ بعينه، كما تقدم في وجه الرَّفع، فهي على الأوّل منصوبةٌ بالفعل المقدر، وذلك الفعل المقدر ومنصوبه في محل نصب بالقول، ورجح الزمخشري هذا الوجه.
و" الحطّة " اسم الهَيْئَةِ من الْحَطِّ كـ " الجِلْسَة " و" الْقِعْدَة ".
وقيل : هي لفظة أمروا بها، ولا ندري معناها.
وقيل : هي التَّوْبة، وأنشد :[ الخفيف ]
فَازَ بِالْحِطَّةِ الَّتِي جَعَل الله...
بِهَا ذَنْبَ عَبدِهِ مَغْفُورَا
قوله " نَغْفِرْ " هو مجزوم فى جواب الأمر، وقد تقدم الخلاف، هل الجازم نفس الجملة، أو شرط مقدر ؟ أي : يقولوا نغفر.
وقرىء :" نَغْفِرْ " بالنون وهو جار على ما قبله [ من قوله :] " وإذ قلنا " و" تُغْفَر " بالتاء بالياء مبنيّاً للمفعول.
و" خطاياكم " مفعول لم يسم فاعله، فالتَّاء لتأنيث الخَطَايا، والياء ؛ لأن تأنيثها غير حقيقين وللفصل أيضاً بـ " لكم ".
وقرىء :" يغفر " مبنياً للفاعل، وهو الله تعالى وهو في معنى القراءة الأولى، إلاّ أن فيه التفاتاً.
و" لكم " متعلّق بـ " نغفر ".
وأدغم " أبو عمرو " الراء في اللاّم، والنحاة يستضعفونها، قالوا : لأن الرَّاء حرف تكرير فهي أقوى من اللام، والقاعدة أن الأضعف يدغم في الأقوى من غير عَكْسٍ، وليس فيها ضعف، لأن انحراف اللاّم يقاوم تكرير الراء.
وقد بَيَّن " أبو البَقَاءِ " ضعفه،
وتقدم جوابه.
قوله :" خطاياكم " : إما منصوب بالفعل قبله، أو مرفوع حسب ما تقدّم من القراءات، وفيها [ أربعة ] أقوال :