الثالث : قول سيبويه أن أصلها عنده :" خَطَايىء " كما تقدم، فأبدل الياء الزائدة همزة، فاجتمع همزتان، فأبدل الثانية منهما " ياء " لزوماً، ثم عمل العمل المتقدّمن ووزنها عند " فَعَائل " مثل :" صَحَائف "، وفيها على قوله خمسة تغييرات : إبدال الياء المزيدة همزة وإبدال الهمزة الأصلية ياء، وقلب الكسرة فتحة، وقلب الياء الاصلية ألفاً، وقلب الهمزة المزيدة ياء.
الرابع : قول " الفَرَّاء "، هو أن " خَطَايا " عنده ليس جمعاً لـ " خطيئة " بالهمز، إنما هو جمع لـ " خَطِيّة " كـ " هَدِيَة وهَدَايا " و" رَكيّة ورَكَايَا ".
قال الفراء : ولو جمعت " خَطيئة " مهمزة لقلت :" خَطَاءا " يعني : فلم تقلب الهمزة ياء، بل تبقيها على حالها، ولم يعتد باجتماع ثلاث ألفات.
ولكنه لم يقله العرب، فدلّ ذلك عنده أنه ليس جمعاً للمهموز.
وقال " الكسائي " : ولو جمعت مهموزة أدغمت الهمزة في الهمزة مثل :" دواب ".
وقرىء :" يَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيْئَاتِكُمْ " و" خَطِيْئَتَكُمْ " بالجمع والتوحيد، وبالياء والتاء على مالم يُسَمَّ فاعله، و" خَطَايَاكُمْ " بهمز الألف الأولى دون الثانية، وبالعكس.
والمعنى في هذه القراءات واحد ؛ لأن الخطيئة إذا غفرها الله تعالى فقد غفرت، وإذا غفرت فإنما يغفرها الله.
والفعل إذا تقدّم الاسم المؤنث، وحال بينه وبين الفاعل حَائِلٌ جاز التذكير والتّأنيث كقوله تعالى :﴿وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة﴾ [ هود : ٦٧ ].
و﴿وَأَخَذَتِ الذين ظَلَمُواْ﴾ [ هود : ٩٤ ].
وقرأ الجحدري :" خَطِيئتكم " بمدة وهمزة وتاء مرفوعة بعد الهمزة.
وقرأ ابن كثير :" خَطَايأكم " بهمزة قبل اكاف.
وقرأ الكسائي : بكسر الطاء والتاء، والباقون بإمالة الياء.
و" الغَفْر " : السّتر، ومنه المِغْفَر : لِسُتْرة الرأسن وغفران الذُّنوب ؛ لأنها تغطيها، وتقد تقدّم الفرق بينه وبين العَفُوا.