وقالوا : ما شاء موسى أن يلعب بنا إلا لعب بنا حطة حطة أي شيء حطة.
أما قوله تعالى :﴿الذين ظَلَمُواْ﴾ فإنما وصفهم الله بذلك إما لأنهم سعوا في نقصان خيراتهم في الدنيا والدين أو لأنهم أضروا بأنفسهم، وذلك ظلم على ما تقدم.
أما قوله تعالى :﴿فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ رِجْزًا مّنَ السماء﴾ ففيه بحثان :
الأول : أن في تكرير :﴿الذين ظَلَمُواْ﴾ زيادة في تقبيح أمرهم وإيذاناً بأن إنزال الرجز عليهم لظلمهم.
الثاني : أن الرجز هو العذاب والدليل عليه قوله تعالى :﴿وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز﴾ أي العقوبة، وكذا قوله تعالى :﴿لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز﴾ [ الأعراف : ١٣٤ ] وذكر الزجاج أن الرجز والرجس معناهما واحد وهو العذاب.
وأما قوله :﴿وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشيطان﴾ [ الأنفال : ١١ ] فمعناه لطخه وما يدعوا إليه من الكفر، ثم إن تلك العقوبة أي شيء كانت لا دلالة في الآية عليه، فقال ابن عباس : مات منهم بالفجأة أربعة وعشرون ألفاً في ساعة واحدة، وقال ابن زيد : بعث الله عليهم الطاعون حتى مات من الغداة إلى العشي خمس وعشرون ألفاً، ولم يبق منهم أحد.
أما قوله تعالى :﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾، فالفسق من الخروج المضر، يقال فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها وفي الشرع عبارة عن الخروج من طاعة الله إلى معصيته، قال أبو مسلم : هذا الفسق هو الظلم المذكور في قوله تعالى :﴿عَلَى الذين ظَلَمُواْ﴾ وفائدة التكرار التأكيد والحق أنه غير مكرر لوجهين.


الصفحة التالية
Icon