﴿فَبَدَّل﴾ فغير ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أنفسهم وقالوا ﴿قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ وذلك أنهم بدلوا قول الحطة بالحنطة، فقالوا بلسانهم : حطانا سمقاثا أي حنطة حمراء، استخفافا بأمر الله تعالى، وقال مجاهد : طؤطئ لهم الباب ليخفضوا رءوسهم فأبوا أن يدخلوها سجدا فدخلوا على أستاههم مخالفة في الفعل كما بدلوا القول وقالوا قولا غير الذي قيل لهم.
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا إسحاق بن نصر أنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله ﷺ :" قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاهم وقالوا حبة في شعرة"
﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ قيل : أرسل الله عليهم طاعونا فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفا ﴿بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ يعصون ويخرجون من أمر الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير البغوى حـ ١ صـ ٩٩﴾
فائدة
قال ابن الجوزى :
اعلم أَن الله، عز وجل، أمرهم في دخولهم بفعل وقول، فالفعل السجود، والقول : حطة، فغير القوم الفعل والقول.
فأما تغيير الفعل ؛ ففيه خمسة أقوال.
أحدها : أنهم دخلوا متزحفين على أوْراكهم.
رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني : أنهم دخلوا من قبل أستاههم، قاله ابن عباس وعكرمة.
والثالث : أنهم دخلوا مقنعي رؤوسهم، قاله ابن مسعود.
والرابع : أنهم دخلوا على حروف عيونهم، قاله مجاهد.
والخامس : أنهم دخلوا مستقلين، قاله مقاتل.
وأما تغيير القول ؛ ففيه خمسة أقوال.
أحدها : أنهم قالوا مكان " حطة" حبة في شعرة، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني : أنهم قالوا : حنطة، قاله ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، ووهب، وابن زيد.