ويزيد ذلك بيانا ان قوله :" فأرسلنا " يقتضى بظهور ما وذلك بحسب مفهوم الارسال انسحاب العذاب لأن المعذب قد حرز ذكره وأما لفظ أنزل فلا يقتضى الانسحاب والتعيم بحسب اقتضاء أرسل فلهذا ورد مع ما لم يرد عمومه وهذا
جواب السؤال الثامن.
ولم يبق الا قوله تعالى :" بما كانوا يفسقون " و :" بما كانوا يظلون " وهو الؤال التاسع ووجه ذلك والله أعلم أنه لما وصف اعتداؤهم نيطت بهم أولا صفة الظلم ومن المعلوم أن مواقعه تتسع ثم لما ذكر من اعتدائهم وسوء مرتكبهم غير ما تقدم وتضاعف موجب وبيل جزائهم وصفوا بالفسق المنبئ عن حال أوبق من الظلم.
ألا ترى أنه صفة ابليس قال تعالى :" الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ".
وقد جعل الله تعالى الفسق نقيض الإيمان وفى طرف منه فى قوله :" أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " والظلم قد بقع على أضعف المعاصى قال تعالى :" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله " وقال :" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " ولوقوعه على مختلفات المآثم ومطابقته لما قل أو كثر منها على وصف بالعظم حين أريد به الشرك.