فصل


قال الآلوسى :
﴿فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ﴾ أي بدل الذين ظلموا بالقول الذي قيل لهم قولاً غيره ﴿فَبَدَّلَ﴾ يتعدى لمفعولين أحدهما : بنفسه والآخر : بالياء، ويدخل على المتروك فالذمّ متوجه وجوّز أبو البقاء أن يكون بدل محمولاً على المعنى، أي : فقال الذين ظلموا قولاً الخ، والقول بأن ( غير ) منصوب بنزع الخافض، كأنه قيل : فغيروا قولاً بغيره غير مرضي من القول، وصرح سبحانه بالمغايرة مع استحالة تحقق التبديل بدونها تحقيقاً لمخالفتهم وتنصيصاً على المغايرة من كمل وجه ؛ وظاهر الآية انقسام من هناك إلى ظالمين وغير ظالمين وأن الظالمين هم الذين بدلوا وإن كان المبدل الكل كان وضع ذلك من وضع الظاهر موضع الضمير للإشعار بالعلة واختلف في القول الذي بدلوه ففي الصحيحن أنهم قالوا : حبة في شعيرة، وروى الحاكم ﴿حنطة﴾ بدل ﴿وَقُولُواْ حِطَّةٌ﴾ وفي " المعالم" إنهم قالوا بلسانهم حطة سمقاثاً أي حنطة حمراء، قالوا ذلك استهزاء منهم بما قيل لهم، والروايات في ذلك كثيرة، وإذا صحت يحمل اختلاف الألفاظ على اختلاف القائلين، والقول بأنه لم يكن منهم تبديل ومعنى فبدلوا لم يفعلوا ما أمروا به، لا أنهم أتوا ببدل له غير مسلم وإن قاله أبو مسلم وظاهر الآية، والأحاديث تكذبه.


الصفحة التالية
Icon