وقوله :﴿فبدل الذين ظلموا﴾ وقوله :﴿فأنزلنا على الذين ظلموا﴾ اعتنى فيهما بالإظهار في موضع الإضمار ليعلم أن الرجز خص الذين بدَّلوا القول وهم العشرة الذين أشاعوا مذمة الأرض لأنهم كانوا السبب في شقاء أمة كاملة.
وفي هذا موعظة وذكرى لكل من ينصب نفسه لإرشاد قوم ليكون على بصيرة بما يأتي ويذر وعلم بعواقب الأمور فمن البر ما يكون عقوقاً، وفي المثل " على أهلها تجني براقش" وهي اسم كلبة قوم كانت تحرسهم بالليل فدل نبحها أعداءهم عليهم فاستأصلوهم فضربت مثلاً. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١ صـ ٤٩٩ ـ ٥٠٠﴾
سؤال :" لماذا خص الرجز بأنه من السماء" ؟
الجواب : قال الراغب :
وتخصيص قوله [ رجزاً من السماء ] هو أن العذاب ضربان : ضرب قد يمكن - على بعض الوجوه - دفاعه أو يظن أنه يمكن فيه ذلك، وهو كل عذاب على يد آدمي، أو من جهة المخلوقات، كالهدم والغرق، وضرب لا يمكن - ولا يظن - دفاعه بقوة آدمي، كالطاعون، والصاعقة والموت، وهي المعني بقوله [ رجزاً من السماء ]. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٢ صـ ٣٤٥﴾