والتقدير هنا فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم بالقول الذي قيل لهم.
قال ابن عرفة : وهو كقوله عز وجل :﴿وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ﴾ ق ابن عرفة : وأخذ منه منع نقل الحديث بالمعنى، ( ورد بأنهم ) إنما ذموا على تبديل اللّفظ والمعنى.
و( أجيب ) بأن الذم إنما علل ( بتبديلهم القول، والقول إنما يطلق على اللفظ فقط ) وأيضا فلعل هذه اللّفظة متعبد بها فلذلك ذموا على تبديلها.
( ورده ) ابن عرفة ( بأنه يلزمكم ) التعليل بأمرين.
قال القاضي أبو جعفر بن الزبير : وقال هنا ﴿فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ﴾ فعمم ثم خصص ذلك العموم بالأعراف بزيادة منهم لأن المخاطبين ليسوا سواء في الامتثال قال الله عز وجل :﴿مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون﴾ ولذلك أعاد الظاهر فقال :﴿فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ﴾ ( التختص ) العقوبة بالظالمين، ولو قال : عليهم لاحتمل العموم وهو غير مقصود.
قال : فإن قلت لم قال هنا :﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ وفي الأعراف ﴿بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾ وأجاب بأنه في البقرة وصفهم أولا بالوصف الأعم الصادق على أدنى المعاصي وأعلاها وهو الظلم ثم بالأخص وهو الفسق فقال :﴿وَمَا ظَلَمُونَا ولكن كانوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ ثم قال هنا :﴿رِجْزاً مِّنَ السمآء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ وفي الأعراف وصفهم بالظلم في قوله :﴿بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾ ثم بالفسق فقال :﴿وَسْئَلْهُمْ عَنِ القرية التي كَانَتْ حَاضِرَةَ البحر﴾ إلى قوله ﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾. أ هـ ﴿تفسير ابن عرفة صـ ٢٩٩ ـ ٣٠١﴾


الصفحة التالية
Icon