وأما أن البارىء سبحانه يمكنه تحصيل ذلك الممكن فلأنه سبحانه عالم بكل المعلومات فيكون عالماً بأجزاء كل واحد من المكلفين على التعيين وقادراً على كل الممكنات، فيكون قادراً على إيجاد تلك الصفات في تلك الذوات.
فثبت أن الإعادة في نفسها ممكنة وأنه سبحانه يمكنه تحصيل ذلك الممكن.
فثبت أن الإعادة ممكنة في نفسها.
فإذا أخبر الصادق عن وقوعها فلا بد من القطع بوقوعها، فهذا هو الكلام في تقرير هذا الأصل.
فإن قيل فأي منفعة لذكر مراتب خلقة الحيوانات وخلقة النبات في هذه الدلالة ؟ قلنا إنها تدل على أنه سبحانه قادر على كل الممكنات وعالم بكل المعلومات، ومتى صح ذلك فقد صح كون الإعادة ممكنة فإن الخصم لا ينكر المعاد إلا بناء على إنكار أحد هذين الأصلين، ولذلك فإن الله تعالى حيث أقام الدلالة على البعث في كتابه ذكر معه كونه قادراً عالماً كقوله :
﴿قُلْ يُحْيِيهَا الذى أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [ يس : ٧٩ ] فقوله :﴿قُلْ يُحْيِيهَا الذى أَنشَأَهَا﴾ بيان للقدرة وقوله :﴿وَهُوَ بِكُلّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ بيان للعلم والله أعلم.
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (٨) ﴾
القراءة :﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ بكسر العين الحسن وحده بفتح العين ﴿لِيُضِلَّ﴾ قرىء بضم الياء وفتحها القراءة المعروفة ﴿وَنُذِيقُهُ﴾ بالنون وقرأ زيد بن علي أذيقه، المعاني في الآية مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon