وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : كان الرجل يقدم المدينة فإذا ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال : هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء، وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال : أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم من الإسلام فأتى النبي ﷺ فقال : أقلني فقال عليه الصلاة والسلام : إن الإسلام لا يقال فقال : لم أصب من ديني هذا خيراً ذهب بصري ومالي ومات ولدي فقال ﷺ : يا يهودي الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة فنزلت هذه الآية، وضعف هذا ابن حجر، وقيل : نزلت في شيبة بن ربيعة أسلم قبل ظهوره عليه الصلاة والسلام وارتد بعد ظهوره وروى ذلك عن ابن عباس، وعن الحسن أنها نزلت في المنافقين ﴿ خَسِرَ الدنيا والاخرة ﴾ جملة مستأنفة أو بدل من ﴿ انقلب ﴾ كما قال أبو الفضل الرازي أو حال من فاعله بتقدير قد أو بدونها كما هو رأي أبي حيان، والمعنى فقد الدنيا والآخرة وضيعهما حيث فاته ما يسره فيهما.
وقرأ مجاهد : وحميد.
والأعرج.
وابن محيصن من طريق الزعفراني.
وقعنب.
والجحدري.
وابن مقسم ﴿ خاسر ﴾ بزنة فاعل منصوباً على الحال لأن إضافته لفظية، وقرىء ﴿ خاسر ﴾ بالرفع على أنه فاعل ﴿ فِتْنَةٌ انقلب ﴾ وفيه وضع الظاهر موضع المضمر ليفيد تعليل انقلابه بخسرانه، وقيل : إنه من التجريد ففيه مبالغة، وجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو خاسر، والجملة واردة على الذم والشتم ﴿ ذلك ﴾ أي ما ذكر من الخسران، وما فيه من معنى البعد للإيذان بكونه في غاية ما يكون، وقيل أن أداة البعد لكون المشار إليه غير مذكور صريحاً ﴿ هُوَ الخسران المبين ﴾ أي الواضح كونه خسراناً لا غير.


الصفحة التالية
Icon