فصل


قال الفخر :
﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾
القراءة : روي عن الكسائي ﴿خَصْمَانِ﴾ بكسر الخاء، وقرىء ﴿قُطّعَتْ﴾ بالتخفيف كان الله يقدر لهم نيراناً على مقادير جثثهم تشتمل عليهم كما تقطع الثياب الملبوسة، قرأ الأعمش :﴿كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ رُدُّواْ فِيهَا﴾ الحسن ﴿يُصْهَرُ﴾ بتشديد الهاء للمبالغة، وقرىء ﴿وَلُؤْلُؤاً﴾ بالنصب على تقدير ويؤتون لؤلؤاً كقوله وحوراً عيناً ولؤلؤاً بقلب الهمزة الثانية واواً، واعلم أنه سبحانه لما بين أن الناس قسمان منهم من يسجد لله ومنهم من حق عليه العذاب ذكر ههنا كيفية اختصامهم، وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
احتج من قال أقل الجمع اثنان بقوله :﴿هذان خَصْمَانِ اختصموا﴾، والجواب : الخصم صفة وصف بها الفوج أو الفريق فكأنه قيل : هذان فوجان أو فريقان يختصمان، فقوله :﴿هذان﴾ للفظ واختصموا للمعنى كقوله :﴿وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حتى إِذَا خَرَجُواْ﴾ [ محمد : ١٦ ].
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon