قال عمرو بن أوس : المخبِتون الذين لا يظلمون، وإذا ظُلموا لم يَنْتَصِروا.
وقال مجاهد فيما روى عنه سفيان عن ابن أبي نجيح : المخبتون المطمئنون بأمر الله عز وجل.
﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥) ﴾
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى :﴿ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ أي خافت وحَذِرت مخالفته.
فوصفهم بالخوف والوَجَل عند ذكره، وذلك لقوّة يقينهم ومراعاتهم لربهم، وكأنهم بين يديه، ووصفهم بالصبر وإقامة الصلاة وإدامتها.
وروي أن هذه الآية قوله :﴿ وَبَشِّرِ المخبتين ﴾ نزلت في أبي بكر وعمر وعليّ رضوان الله عليهم.
وقرأ الجمهور "الصلاةِ" بالخفض على الإضافة، وقرأ أبو عمرو "الصلاةَ" بالنصب على توهّم النون، وأن حذفها للتخفيف لطول الاسم.
وأنشد سيبويه :
الحافِظُو عَوْرَة العَشِيرة...
...
الثانية : هذه الآية نظير قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا المؤمنون الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [ الأنفال : ٢ ]، وقوله تعالى :﴿ الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله ﴾ [ الزمر : ٢٣ ].