وقال ابن عطية :
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) ﴾
المعنى ﴿ قل ﴾ يا محمد ﴿ إنما أنا نذير ﴾ عذاب ليس إلي أن أعجل عذاباً ولا أن أؤخره عن وقته، ثم قسم حالة المؤمنين والكافرين بأن للمؤمنين سترة ذنوبهم ورزقه إياهم في الجنة، و" الكريم " صفة نفي المذام، كما تقول ثوب كريم، وأن للكافرين المعاجزين عذاب ﴿ الجحيم ﴾ وهذا كله مما أمره أن يقوله، أي هذا معنى رسالتي لا ما تتمنون أنتم، وقوله ﴿ سعوا ﴾ معناه تحيلوا وكادوا من السعاية، و" الآيات " : القرآن، أو كادوه بالتكذيب وسائر أقوالهم، وقرأت فرقة، " معاجزين "، ومعناه مغالبين كأنهم طلبوا عجز صاحب الآيات والآيات تقتضي تعجيزهم فصارت مفاعله، وعبر بعض الناس في تفسير ﴿ معاجزين ﴾ بظانين أنهم يفلتون الله وهذا تفسير خارج عن اللفظة، وقرأت فرقة " معجّزين " بغير ألف وبشد الجيم ومعناه معجزين الناس أي جاعلوهم بالتثبيط عجزة عن الإيمان وقال أبو علي :" معجزين " ناسبين أصحاب النبي إلى العجز كما تقول فسّقت فلاناً وزنيته إذا نسبته إلى ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾