وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قُلْ يا أيها الناس ﴾ يعني أهل مكة.
﴿ إِنَّمَآ أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ ﴾ أي منذر مخوِّف.
وقد تقدّم في البقرة الإنذار في أوّلها.
﴿ مُّبِينٌ ﴾ أي أبيّن لكم ما تحتاجون إليه من أمر دينكم.
﴿ فالذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ يعني الجنة.
﴿ والذين سَعَوْاْ في آيَاتِنَا ﴾ أي في إبطال آياتنا.
﴿ مُعَاجِزِينَ ﴾ أي مغالبين مشاقيّن ؛ قاله ابن عباس.
الفَرّاء : معاندين.
وقال عبد الله بن الزبير : مثبّطين عن الإسلام.
وقال الأخفش : معاندين مسابقين.
الزجاج : أي ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم ظنوا أن لا بعث، وظنوا أن الله لا يقدر عليهم ؛ وقاله قتادة.
وكذلك معنى قراءة ابن كثير وأبي عمرو "مُعَجِّزِين" بلا ألف مشدّداً.
ويجوز أن يكون معناه أنهم يعجزون المؤمنين في الإيمان بالنبيّ عليه السلام وبالآيات ؛ قاله السُّدِّي.
وقيل : أي يَنْسُبون من اتبع محمداً ﷺ إلى العجز ؛ كقولهم : جهّلته وفسّقته.
﴿ أولئك أَصْحَابُ الجحيم ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon