وقال أبو السعود :
﴿ قُلْ يا أيها الناس إِنَّمَا أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾
أنذركم إنذاراً بيِّناً بما أُوحي من أنباء الأمم المهلكة من غير أن يكونَ لي دخل في إتيانِ ما تُوعدونه من العذاب حتَّى تستعجلوني به والاقتصارُ على الإنذارِ مع بيان حالِ الفريقين بعدَه لما أُشير إليه من أنَّ مساقَ الحديث للمشركين وعقابِهم وإنَّما ذُكر المؤمنون وثوابُهم زيادةً في غيظهم.
﴿ فالذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ ﴾ لما ندرَ منهم من الذُّنوبِ ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ هي الجنَّةُ. والكريمُ من كلِّ نوع ما يجمعُ فضائلَه ويحوزُ كمالاتِه.
﴿ والذين سَعَوْاْ فِى ءاياتنا معاجزين ﴾ أي سابقين أو مُسابقين في زعمِهم وتقديرهم طامعين أنَّ كيدَهم للإسلام يتمُّ لهم. وأصلُه من عاجزَهُ وعجزَه فأعجزَه إذا سابقَه فسبقَه لأنَّ كُلاًّ من المتسابقينَ يريدُ إعجازَ الآخرِ عن اللَّحاق بهِ. وقُرىء مُعجزين أي مُثبِّطينَ النَّاسَ عن الإيمان على أنَّه حالٌ مقدَّرةٌ ﴿ أولئك ﴾ الموصوفون بما ذُكر من السَّعيِ والمُعاجزة ﴿ أصحاب الجحيم ﴾ أي ملازمُوا النَّارَ المُوقدةِ، وقيل : هو اسم دَرْكةٍ من دَرَكاتِها. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾