وقال مُقاتل : هذه الآية نزلت على النبيّ ﷺ ليلة الإسراء وهو في السماء السابعة لما رأى من آيات ربّه الكبرى ؛ فأوحى الله إليه "وإنْ جادلوك" بالباطل فدافعهم بقولك "الله أعلم بما تعملون" من الكفر والتكذيب ؛ فأمره الله تعالى بالإعراض عن مماراتهم صيانةً له عن الاشتغال بتعنّتهم ؛ ولا جواب لصاحب العِناد.
﴿ الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة ﴾ يريد بين النبيّ ﷺ وقومِه.
﴿ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ يريد في خلافكم آياتي، فتعرفون حينئذٍ الحق من الباطل.
مسألة : في هذه الآية أدبٌ حَسَنٌ علّمه الله عبادَه في الردّ على من جادل تعنُّتاً ومِراء ألا يجاب ولا يناظر ويُدفع بهذا القول الذي علمه الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم.
وقد قيل : إن هذه الآية منسوخة بالسيف ؛ يعني السكوت عن مخالِفه والاكتفاء بقوله :﴿ الله يحكم بينكم ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٢ صـ ﴾