وقال أبو حيان :
﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾
السطو : القهر.
وقال ابن عيسى : السطوة إظهار ما يهول للإخافة.
لما تقدم ذكر الفصل بين الكفار والمؤمنين يوم القيامة أعقب تعالى أنه عالم بجميع ﴿ ما في السماء والأرض ﴾ فلا تخفى عليه أعمالكم و﴿ إن ذلك في كتاب ﴾ قيل : هو أم الكتاب الذي كتبه الله قبل خلق السموات والأرض، كتب فيه ما هو كائن إلى يوم القيامة.
وقيل : الكتاب اللوح المحفوظ.
والإشارة بقوله ﴿ إن ذلك على الله يسير ﴾ قيل : إلى الحكم السابق، والظاهر أنه إشارة إلى حصر المخلوقات تحت علمه وإحاطته.
وقال الزمخشري : ومعلوم عند العلماء بالله أنه يعلم كل ما يحدث في السموات والأرض وقد كتبه في اللوح قبل حدوثه، والإحاط بذلك وإثباته وحفظه عليه يسير لأن العالم الذات لا يتعذر عليه ولا يمتنع تعلق بمعلوم انتهى.
وفي قوله لأن العالم الذات فيه دسيسة الاعتزال لأن من مذهبهم نفي الصفات فهو عالم لذاته لا يعلم عندهم.
﴿ ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطاناً ﴾ أي حجة وبرهاناً سماوياً من جهة الوحي والسمع ﴿ وما ليس لهم به علم ﴾ أي دليل عقلي ضروري أو غيره.
﴿ وما للظالمين ﴾ أي المجاوزين الحد في عبادة ما لا يمكن عبادته ﴿ من نصير ﴾ ينصرهم فيما ذهبوا إليه أو إذا حل بهم العذاب.


الصفحة التالية