﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا ﴾ أي يتلوه الرسول أو غيره ﴿ آياتنا ﴾ الواضحة في رفض آلهتهم ودعائهم إلى توحيد الله وعبادته ﴿ تعرف في وجوه الذين كفروا ﴾ أي الذين ستروا الحق وغطوه وهو واضح بين والمنكر مصدر بمعنى الإنكار.
ونبه على موجب المنكر وهو الكفر وناب الظاهر مناب المضمر كأنه قيل : تعرف في وجوههم لكنه نبه على العلة الموجبة لظهور المنكر في وجوههم، والمنكر المساءة والتجهم والبسور والبطش الدال ذلك كله على سوء المعتقد وخبث السريرة، لأن الوجه يظهر فيه الترح والفرح اللذان محلهما القلب.
﴿ يكادون يسطون ﴾ أي هم دهرهم بهذه الصفة فهم يقاربون ذلك طول زمانهم، وإن كان قد وقع منهم سطو ببعض الصحابة في شاذ من الأوقات.
قال ابن عباس :﴿ يسطون ﴾ يبسطون إليهم.
وقال محمد بن كعب : يقعون بهم.
وقال الضحاك : يأخذونهم أخذاً باليد والمعنى واحد.
وقرأ عيسى بن عمر يعرف مبنياً للمفعول المنكر ووقع ﴿ قل ﴾ هل أنبئكم ﴿ بشر من ذلكم ﴾ وعيد وتقريع والإشارة إلى غيظهم على التالين وسطوهم عليهم، أو إلى ما أصابهم من الكراهة والبسور بسبب ما تلي عليهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon