وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات :
قوله :﴿لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (فواكه) بالجمع و (منها) بالواو، وفى الزّخرف ﴿فَاكِهَةٌ﴾ على التوحيد ﴿مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ بغير واو.
راعى فى السّورتين لفظ الجَنَّة.
وكانت فى هذه (جنَّات) بالجمع فقال :(فواكه) بالجمع، وفى الزخرف :﴿وَتِلْكَ الجَنَّةُ﴾ بلفظ التوحيد، وإن كانت هذه جنَّة الخُلْد لكن راعى اللَّفظ فقال ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ﴾
وقال فى هذه السّورة ﴿وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ بزيادة الواو ؛ لأَنَّ تقدير ألاية : منا تَدَّخِرُون، ومنها تأكلون، ومنها تبيعون، وليست كذلك فاكهة الجنَّة، فإِنها للأَكل فقط.
فذلك قال :﴿مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ ووافق هذه السورة ما بعدها أَيضاً، وهو قوله :﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيْرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُوْنَ﴾ فهذا للقرآن معجزة وبرهان.
قوله :﴿فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ﴾ وبعده ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ فقُدِّم (مِن قومه) فى الآية الأُخرى، وأُخِّر فى الأُولى ؛ لأَنَّ صلة (الذين) فى الأُولى اقتصرتْ على الفعل وضمير الفاعل، ثمَّ ذكر بعده الجارّ والمجرور ثم ذكر المفعول وهو المَقُول، وليس كذلك فى الأُخرى، فإن صلة الموصول طالت بذكر الفاعل والمفعول والعطف عليه مَرّة بعد أُخرى، فقدّم الجارّ والمجرور ؛ لأَنَّ تأخيره يلتبس، وتوسيطه ركيك، فخُصَّ بالتقدم.


الصفحة التالية
Icon