قوله :﴿وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً﴾ (وفى حم السجدة :(﴿وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً﴾) لأَنَّ فى هذه السّورة تقدّم ذكر الله، وليس فيه ذكر الرّب، وفى السّجدة تقدّم ذكر (ربّ العالمين) سابقا على ذكر لفظ الله، فصرّح فى هذه السورة بذكر الله، وهناك بذكر الرَّب ؛ لإضافته إِلى العالمين وهم من جملتهم، فقالوا إِمَّا اعتقاداً وإِمَّا استهزاءً : لو شاءَ ربنا لأَنزل ملائكة، فأَضافوا الربّ إِليهم.
قوله :﴿وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وفى سبأ ﴿إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ كلاهما من وصف الله سبحانه، وخصّ كلّ سورة بما وافق فواصل الآى.
قوله :﴿فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ بالأَلف واللاَّم، وبعده :﴿لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ ؛ لأَنَّ الأَوَّل لقوم صالح، فعرّفهم بدليل قوله :﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ﴾، والثانى نكرة، وقبله ﴿قُرُوناً آخَرِينَ﴾ وكانوا منكَّرين، ولم يكن معهم قرينة عُرِفوا بها، فخُصّوا بالنَّكرة.
قوله :﴿لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هذا مِن قَبْلُ﴾، وفى النمل ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا هذا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ﴾ لأَنَّ ما فى [هذه] السّورة على القياس ؛ فإنَّ الضَّمير المرفوع المتَّصل لا يجوز العطفُ عليه، حتى يؤكَّد بالضمير المنفصل، فأَكَّد (وعدنا نحن) ثم عُطِف عليه (آباؤنا)، ثم ذكر المفعول، وهو (هذا) وقُدِّمَ فى النمل المفعول موافقة لقوله (تراباً) لأَنَّ القياس فيه أَيضاً : كنَّا نحن وآباؤنا تراباً (فقدّم "تراباً" ليسُدّ مسدّ نحن وكانا متوافقين.