وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة المؤمنون
وهي مكية
١ - من ذلك قول الله جل وعز قد أفلح المؤمنون آية ١ أي قد نالوا الفلاح وهو دوام البقاء في الجنة ٢ - ثم قال جل وعز الذين هم في صلاتهم خاشعون آية ٢ قال إبراهيم وقتادة الخشوع في القلب قال إبراهيم وهو السكون وقال قتادة وهو الخوف وغض البصر في الصلاة قال مجاهد هو السكون والخشوع عند بعض أهل اللغة في القلب والبصر كأنه تفريغ القلب للصلاة والتواضع باللسان والفعل
قال أبو جعفر وقول مجاهد وإبراهيم في هذا حسن وإذا سكن الإنسان تذلل ولم يطمح ببصره ولم يحرك يديه فأما وضع البصر موضع السجود فتحديد شديد وقد روى عن علي عليه السلام الخشوع ان لا يلتفت في الصلاة وحقيقته المنكسر قلبه إجلالا لله ورهبة منه ليؤدي ما يجب عليه ٣ - ثم قال جل وعز والذين هم عن اللغو معرضون آية ٣
قال الحسن عن المعاصي قال أبو جعفر واللغو عند أهل اللغة ما يجب أن يلغى
أي يطرح ويترك من اللعب والهزل والمعاصي أي شغلهم الجد عن هذا ٤ - ثم قال جل وعز والذين هم للزكاة فاعلون آية ٤ أي مؤدون ومدح الله جل وعز من أخرج من ماله الزكاة وإن لم يخرج منها غيرها ٥ - ثم قال جل وعز والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين آية ٦ ٥
قال الفراء أي إلا من اللاتي أحل الله جل وعز لهم الأربع لا تجاوزه أو ما ملكت أيمانهم في موضع خفض معطوفه على
أزواجهم وما مصدر أي ينكحون ما شاءوا من الأماء حفظوا فروجهم إلا من هذين ٦ - ثم قال جل وعز فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون آية ٧ أي فمن طلب سوى أربع نسوة وما ملكت يمينه فأولئك هم العادون أي الجائرون إلى ما لا يحل الذين قد تعدوا ٧ - ثم قال جل وعز والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون آية ٨ أي حافظون


الصفحة التالية
Icon