نهرا الفرات والنيل وهو نهر مصر أنزلهما الله جل وعز من غير واحدة من عيون الجنة في أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل ﷺ فاستودعها الجبال واجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس من أصناف معايشهم وذلك قوله جل وعز وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جل وعز جبريل عليه السلام فرفع من الأرض القرآن والعلم وهذه الأنهار الخمسة فيرفع ذلك إلى السماء وذلك قوله تعالى وإنا على ذهاب به لقادرون فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض إلى السماء فقد أهلها خير الدين والدنيا والآخرة ١٧ - وقوله جل وعز وشجرة تخرج من طور سيناء آية ٢٠ المعنى وأنشأنا شجرة قال أبو عبيدة الطور الجبل وسيناء اسم
وقال الضحاك سيناء الحسن
قال أبو جعفر والمعروف أن سينا اسم الموضع ١٨ - ثم قال جل وعز تنبت بالدهن آية ٢٠ ويقرأ تنبت بالدهن وفيه ثلاثة أقوال أحدها أن الباء زائدة وهذا مذهب أبي عبيدة كما قال الشاعر * هن الحرائر لا ربات أحمرة سوء المحاجر لا يقرأن بالسور *
وقيل الباء متعلقة بالمصدر الذي دل عليه الفعل فقيل نبت وأنبت بمعنى كما قال الشاعر رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل * وهذا القول مذهب الفراء وأبي إسحاق ومعنى تنبت بالدهن وتنبت بالدهن عندهما واحد والمعنى تنبت ومعها الدهن كما تقول جاء فلان بالسيف أي ومعه السيف ١٩ - ثم قال جل وعز وصبغ للآكلين آية ٢٠ وصبغ وصباغ بمعنى واحد قال قتادة يعني الزيتون