وروى ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله جل وعز والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا قال أبو جعفر هكذا روي هذا وهكذا معنى يؤتون يعطون ولكن المعروف من قراءة ابن عباس والذين يأتون ما أتوا وهي القراءة المروية عن النبي ﷺ وعن عائشة ومعناها يعملون ما عملوا كما روي في الحديث ٤٠ - وقوله جل وعز أنهم إلى ربهم راجعون آية ٦٠
قال الفراء المعنى من أنهم وقال أبو حاتم المعنى لأنهم إلى ربهم راجعون ٤١ - ثم قال تعالى أولئك يسارعون في الخيرات آية ٦١ قال أبو جعفر سارع وأسرع بمعنى واحد إلا ٤٢ - ثم قال جل وعز وهم لها سابقون آية ٦١ فيه ثلاثة أقوال المعنى وهم إليها سابقون كما قال بأن ربك أوحى لها أي أوحى إليها وأنشد سيبويه تجانف عن جو اليمامة ناقتي * وما قصدت من أهلها لسوائكا * وقيل معنى وهم لها من أجلها أي من أجل
اكتسابها كما تقول أنا أكرم فلانا لك أي من أجلك وقيل لما قال وهم لها سابقون دل على السبق كأنه
قال سبقهم لها ٤٣ - وقوله جل وعز بل قلوبهم في غمرة من هذا آية ٦٣ أي في غفلة وغطاء متحيرة ويقال غمره الماء إذا غطاه ونهر غمر يغطي من دخله ورجل غمر تغمره آراء الناس وقيل غمرة لأنها تغطي الوجه ومنه دخل في غمار الناس في قول من قاله معناه فيما يغطيه من الجمع وقوله من هذا فيه قولان
أحدهما أن مجاهد قال بل قلوبهم في عماية من القرآن فعلى قول مجاهد هذا إشارة إلى القرآن وقال قتادة وصف أهل البر فقال والذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين والذين ثم وصف أهل الكفر فقال بل قلوبهم في غمرة من هذا فالمعنى على قول قتادة من هذا البر ٤٤ - ثم قال تعالى ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون آية ٦٣ فيه قولان أحدهما أن الحسن قال ولهم أعمال ردية لم يعملوها وسيعملونها فيه