وقال ملا حويش :
تفسير سورة المؤمنين
عدد ٢٤ - ٧٤ و٢٣
نزلت بمكة بعد سورة الأنبياء، وهي مئة وثماني عشرة آية، وثمنمئة وأربعون كلمة، وأربعة آلاف وثمنمئة حرف وحرفان، لا يوجد في القرآن سورة مبدوءة بما بدئت به، ولا مختومة بما ختمت به من الجمل، ولا مثلها في عدد الآي.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" ١ فازوا وظفروا بمطلوبهم وخلصوا ونجوا مما يرهبون، وهؤلاء المفلحون هم "الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ" ٢ للّه خاضعون لهيبته خائفون منه متذللون إليه طلبا لقبولها منهم.
مطلب الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها والزكاة ولزوم أدائها والأمانة والعهد والحكم الشرعي فيهما :
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي اللّه عنها وعن أبيها قالت : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.
وأخرج أبو داود والنسائي عن أبي ذر رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال : لا يزال اللّه مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه.
ولهذا أجمعت الفقهاء على أن وقوع ثلاث حركات متوالية من المصلي تبطل صلاته.
وقد حذر حضرة الرسول من العبث في الصلاة، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم مما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم! فاشتد قوله في ذلك، حتى قال لينتهينّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم.
واعلم أن الخشوع هو جمع الهمة والإعراض عن سوى اللّه والتدبر فيما يجري على لسانه من القراءة والذكر، لأن من لا يتدبر القراءة لا يعرف معناها، ومن لم يعرف معناها لا يخشع لها، ومن لا يخشع لها فكأنه لم يقرأ.


الصفحة التالية
Icon