قال تعالى "وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ" لحاجة البشر وزروعهم وأنعامهم ومنافعهم "فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ" وجعلناه ينابيع عيونا وأنهارا متنوعة، ونظير هذه الآية بالمعنى الآية ٢٢ من الزمر المارة "وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ" ١٨ كقدرتنا على إنزاله وإسلاكه في الأرض والإعادة أهون من الابتداء لأنه إبداع على غير مثال سابق والإعادة إرجاع الشيء لأصله وهو سهل على كل مبدع "فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ"
١٩ شتاء وصيفا رطبا ويابسا "وَشَجَرَةً" أنشأناها لكم أيضا "تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ" جبل بفلسطين ملتف بالأشجار وكل ما هو كذلك يسمى سينا "تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ" الزيت لأن ثمرها الزيتون والدهن يعصر منه فكأنها نبتت به "وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ" ٢٠ أدام يصبغ الخبز بصفاره الصافي البديع، قالوا
إن أول شجرة ثبتت في الأرض بعد الطوفان هي الزيتون، وقالوا إنها تعيش ثلاثة آلاف سنة، ويدل على هذا تأخر إعطائها الثمر، والزيتون الموجود الآن بقضاء الزوية يسمّونه الروماني، ويقولون إنهم تلقوه عن أجدادهم الذين لا يعرفون تاريخ زرعه، وإذا أنعم الإنسان النظر فيه يصدق عقلا بأنه من زرع الرومان الذين كانوا في تلك المنطقة لما يرى من كبر أشجاره وتعميرها، ومن موقعه وأرضه واللّه أعلم.


الصفحة التالية
Icon