وقيل : خُفِض ونوّن تشبيهاً بالأصوات بقولهم : غاقٍ وطاقٍ.
وقال الأخفش : يجوز في "هيهات" أن تكون جماعة فتكون التاء التي فيها تاء الجميع التي للتأنيث.
ومن قرأ "هيهاتٍ" جاز أن يكون أخلصها اسماً معرباً فيه معنى البعد، ولم يجعله اسماً للفعل فيبنِيَه.
وقيل : شبه التاء بتاء الجمع، كقوله تعالى :"فإذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ".
قال الفرّاء : وكأني أستحب الوقف على التاء ؛ لأن من العرب من يخفص التاء على كل حال ؛ فكأنها مثل عرفات وملكوت وما أشبه ذلك.
وكان مجاهد وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء والكسائي وابن كثير يقفون عليها "هيهاه" بالهاء.
وقد روي عن أبي عمرو أيضاً أنه كان يقف على "هيهات" بالتاء، وعليه بقية القرّاء لأنها حرف.
قال ابن الأنباري.
من جعلهما حرفاً واحداً لا يفرد أحدهما من الآخر، وقف على الثاني بالهاء ولم يقف على الأوّل ؛ فيقول : هيهات هيهاه، كما يقول خمس عشرة، على ما تقدم.
ومن نوى إفراد أحدهما من الآخر وقف فيهما جميعاً بالهاء والتاء ؛ لأن أصل الهاء تاء.
قوله تعالى :﴿ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا ﴾ "هي" كناية عن الدنيا ؛ أي ما الحياة إلا ما نحن فيه لا الحياة الآخرة التي تعدنا بعد البعث.
﴿ نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾ يقال : كيف قالوا نموت ونحيا وهم لا يقرّون بالبعث؟ ففي هذا أجوبة ؛ منها أن يكون المعنى : نكون مواتا، أي نُطَفا ثم نحيا في الدنيا.
وقيل : فيه تقديم وتأخير ؛ أي إن هي إلا حياتنا الدنيا نحيا فيها ونموت ؛ كما قال :﴿ واسجدي واركعي ﴾ [ آل عمران : ٤٣ ].
وقيل :"نموت" يعني الآباء، "ونحيا" يعني الأولاد.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ أي بعد الموت.
قوله تعالى :﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ﴾ يعنون الرسول.
إلا رجل ﴿ افترى ﴾ أي اختلق.
﴿ على الله كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ قَالَ رَبِّ انصرني بِمَا كَذَّبُونِ ﴾ تقدم.


الصفحة التالية
Icon