إذن : فكل شرط وجواب : الجواب سبب في الشرط، والشرط سبب في الجواب، الجواب سبب في الشرط دافعاً له، والشرط سبب في الجواب واقعاً وتنفيذاً، فالنجاح وُجد دافعاً على المذاكرة، والمذاكرة جاءت واقعاً ليتحقق النجاح.
وكذلك في ﴿ أولئك يُسَارِعُونَ فِي الخيرات وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [ المؤمنون : ٦١ ] فالمعنى : القصد أنْ يسبق فسارع، سارع في الواقع ليسبق بالفعل، لكن السبْق قبل المسارعة ؛ لأن الذهن متهيء له أولاً وحقائقه واضحة.
إذن : الشرط والجزاء، والسبب والمسبب، والعلة والمعلول تدور بين دافع هو الجواب، وواقع هو الشرط.
ومعنى :﴿ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [ المؤمنون : ٦١ ] يعني : هم أهل لهذا العمل وقادرون عليه، كما لو طلبتُ منك شيئاً فتقول لي : هذا شيء صعب فأقول لك : وأنت لها. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾